ادونيس وشمّه : حوار الشعر والموسيقى
ومن اجواء مقاربة لهذا المعنى يصوغ شمة مقطوعة ، كأنه يقيم بالموسيقى نصا موازيا للنص الشعري ، قبل ان تتجلى مي فاروق وهي تغني " اكاد ألمح احلامي " في لحن مشبع بميلودي شرقي لا يبتعد عن فكرة التعبير ايضا.
ويشترك صوتا مي وعبير في غناء:
" لا الزمان سرير
ولا الأرض نوم
شجر الحب عار
والمكان ينام"
في ثنائية هي عذوبة الصوت وعمقه عند مي وروحه المجروحة عند عبير ، ثنائية رأى فيها شمة لب شعر ادونيس وفكرته .
صاحب " كتاب المكان" غمره احساس عميق بالسعادة ، في قاعة جمعت عدد كبير من شعراء مصر ومثقفيها الى جانب ضيوف عرب ممن جمعتهم القاهرة في معرض كتابها.
وكان ادونيس كتب نصا قارب فيه موسيقى شمة وحمل عنوان " الف عبقر وعبقر " وفيه:
عندما أصغيتُ إليه, للمرة الأولى
رأيت في عزفه بلدانا داخل السجون
ورأيت مدنا تحتضر
وأطفالا يولدون تحت مطارق الرعب
ورأيت جبالا شاهقة من الضوء.
تلك الليلة,
تركت عوده ينام في سرير الأسطورة.
مذاك,
أقول لشهيق التاريخ وزفيره
أن يجلسا إلى جانبي
لكي أعرف كيف أصغي إليه.
أتمرأى في أوتاره,
وأكتشف وجهي.
***
أوتاره كمثل أشجار
تتفيأ ظلالها يمامات الحزن.
فيها نكهة حنظل
يجيء من لهاث الطغاة,
وفيها غابات قلق
يجيء من مرارات التيه.
*متابعة نقدية لامسية في دار الاوبرا المصرية اوائل العام 2003.