وحشة الهياكل المفرغة ... لا ادري ان كان قد اتيح لبعض المولعين هياما بالبنيوية ومنهجها في النقد الادبي ان يتجولوا في شوارعنا وطرقات مدننا يوم التعداد العام للسكان ! لعلهم قد ألقوا على صورتها في التلفزيون نظرة ما، وربما حلا لهم منظر هنا أو اعجبتهم صورة هناك، ولكنني تمنيت وانا امارس واجبي كعدّاد ان يكونوا هنا في الشوارع التي خلت من الناس لعلهم يتذكرون شيئا ينسونه او يتناسونه وهم يقرعون طبول الكشوفات" البنيوية"، فما كانت تلك الشوارع إلا قفرا، وما كانت تلك المباني التي كنت تراها زينة لهذا الشارع او تاجا لذلك المنعطف إلا هياكل خرساء، فقد كفّ الناس عن الحركة وتراجع الفعل البشري الى مجرد الاعتكاف والحديث وراء الجدران، فكفّ العنفوان عن التشكل والتجلي، وحتى الشجر بدا وهو يتمايل مع نسائم الصبح التي بللها مطر خفيف كأنه "ينود" حزنا وشكاة لفراق الاعزة، ولفراقهم كان الماء في النهر والجداول يهرب من ضفافه مسرعا يستعجل نهاية شوطه مستوحشا اولئك الذين كانوا منه يرتوون وبه يعبثون أو..أو.. تلك كانت ملامح تطبيقية لغياب الحياة الاجتماعية عن ساحاتها ودروبها فكيف يراد للأعمال الابداعية التي تفرزها تلك الحياة ان تفرغ منها لتدرس هياكلا وعلاقات دون فحص لما فيها من روح؟!! وكيف يمكن لنا ان نأمن لمنهج يعتمد عروقا ويتخلى عن نسغ الحياة الراعش فيها؟!! وما قيمة اي كشف عن بُنى وهياكل لا يتردد فيها إلا صفير الوحشة وفحيح الخواء؟!! سيقال جهد البحث عن العلاقات ورسم صورة الارتباط، ولكن اين العلاقة بالاصل؟ وكيف نأمن – مرة اخرى – لعين تتجاهل العلاقة بالاصل لتتيه بين الفروع؟ والوصل هو الحياة متشكلة في الفن .. والحياة ناس ومصائر واحلام وكبوات .. وكل اولئك اغان وحسرات ومشاهد تلقي بظلالها وأرواحها على المكان او تنفعل به، وتمسك باطراف البناء فيلبسها وتلبسه ويفقد شكله الظاهر ليتخذ شكل الارواح التي حلت فيه او تغلغل فيها، فإذا البناء الفني، أيا كان جنسه، حشد علاقات بشرية متصارعة او متوافقة او نبع احلام ورؤى او حتى مجرد مشهد امام عين تتأمل وما كانت العين إلا الحياة تزهو برابطتها بالعقل !! فكيف لتلك الجرأة ان تستمر متجاهلة ذلك النبض والعقل لتدعو الى صمت يعبد الهياكل ومكابرة اضعف ما فيها انها كلما بالغت في تشييد تلك البُنى المفرغة، اكدت اتساع الجهد المبذول في تشييدها وهو جهد لن يختلف في مصدره اثنان فهو البشر ... وهو ما يدعونا بعد كل دوامة جدل ان نقول فأين هو في منهجكم؟ واين علاقاته وروحه في كشوفاتكم؟ وهل تصدقون انتم ان الجنة حلوة، وجنة دون أنفاس أهلها؟!! لو رأيتم شوارعنا يوم التعداد وتأملتم، لرأيتم اين المجال في كل عمل ابداعي واين الخواء في اصغر البُنى وأعلاها قامة !! ... وبعد كل ذلك فالامر اقرب للبديهة لو اردتم !! -2- بؤس العوسج وعافية القمح اذا كنا في الكلمة السابقة قد لمحنا الى البديهة واضاعتها ولو في ثنايا الاجتهاد، فما نحن حين نرى ضيعتها أو اضاعتها في الحياة إلا خسارى او مهددين بكبار الخسائر، اما اذا كانت البديهيات تخسر سوقها في اهل الوضوح والثقة والرؤية، فليس امامنا إلا النذر العابسة ... وذلك هو شأننا في التساهل الذي يتفشى في كثير من تقاليد الحياة الثقافية التي حلمنا بها ونتطلع اليها حتى ليصبح الحلم في ان نرسي تلك التقاليد هو الحلم الاكبر والأبقى صلة بالعقل والروح !!... وبعيدا عن التعميم سأسرع للاشارة الى الحوار في الحياة الثقافية ... فهذا الركن المهيب في اية ثقافة حية يكاد وقد طال هجرانه أن ينادينا لائما ومؤنبا، فقد استبدله بعضنا او اكثرنا بما ليس منه ... ثم استمرأوا البديل واوغلوا فيه فإذا هو النقيض اللدود، حتى بتنا على علاقات ( المثقفين ) في خوف دائم من ( حوارهم ) وبات خوفنا منه أشد وأعتى على الثقافة والمستفيدين منها من عموم الناس !! فبين الحين والحين يفجع الناس بقلمين يتراشقان التهم والشتائم ثم يرسوان على شاطيء الشطب والالغاء استعدادا لتراشق جديد وشطب أشد عمى تاركين القاريء يبحث عن بديهة قالت له يوما ان المثقف سمو في الفكر والممارسة وان الثقافة غنى تفجره المناقشة فلا هو واجد فيما يقرأ فكرا ولا غنى ولا ثقافة اصلا !! وتزداد فجيعته حين يلتقي بفجائع غيره ممن تجاهل المتراشقون بالنقائص حقهم في كلمة ثرية وفكرية سامية عميقة ليدخل وإياهم في محنة التساؤل عن معنى الحوار ومعنى المثقف والثقافة وتلك ردة لايحسد عليها، من سببها او من فتح كوة عليها، فهي بعد كل تأمل ليست إلا اشارة التقصير في حق الناس وحق انفسهم، وما ذلك شأن مثقف اتيح لأسمه ان تدور به المطابع ناهيك عن ان يكون ابن عصرنا هذا، لكننا وا أسفاه، نشهده بعد كل ما قيل فيه ... ونشير اليه وقد زاد رصيدنا في ادانته والتحذير منه صفحات وصفحات أشد ما فيها ايلاما ان بعضها بالاقلام ذاتها التي نشكو منها استبدالها الحوار بنقيضه، وتلك محنة اخرى وخسارة متجددة في سوق البديهيات المعاصرة !! فهل أصبح الامر حقا بذلك التداخل بحيث يشكو منه الصوت والصدى؟ لا احسب ذلك، فما زال موج الخير في ثقافتنا هو النهر الاساس ومازلنا قادرين على ان نقول لمن يذل قلمه بتراشق الشتم والاتهام لاتتحدث عن ثقافة ولا تدعي حوارا ولا تنتسب لممارسة فكرية ولست انت بالتأكيد من يحق له ادانة الخروج عن اخلاقيات الحوار !! وما زلنا نؤمن ويزداد الذين يؤمنون عددا ووعيا، بأن الحوار إخصاب للفكر وتعميق لأثرى ما في الافكار المتحاورة ... وما زالت بنا حاجة تتسع لمزيد من الحوار في كل الساحات الفكرية وبنا تطلع لكل النجوم في سماء ثقافتنا أن نتبادل الضوء لنهتدي باقباسها فان امتلاء الساحة بالفرسان سيزيح المدعين الثرثارين، وازدهار السماء بالنجوم سيخمد البصيص المكابر، وهكذا بدلا من أن ننعى خسارتنا في تراجع الحوار الثقافي واخلاقياته ليتقدم اهل الكلمة الحق الى ركنهم المكين فيعمرونه ويعمرون حياتنا الثقافية بالزهو والخصب والمثابرة وما نحن في تلك الدعوة إلا صوت أو صدى لاساسيات الثقافة التي اكتسبت مشروعيتها بالتجربة التاريخية والواقعية فاصبحت من حقائق الحياة النظيفة وبديهياتها المشرقة ... وبدون ذلك فكل زبد الادعاء وشطب الغير بمخالب الذات المتضخمة ليس سوى زوابع في فناجين صدئة أو حرثا في ارض موبوءة بالعوسج ... ويا لبؤس النفس التي تستعذب العوسج دون عافية القمح !!
قاسم عبد الأمير عجام في حديقة بيته
-3- ... ومسؤولية أخرى ! هي مسؤولية إذن ان تكون كاتبا وان تصدر للناس عن ثقافة، واذا كان خصب الحوار وسموه من مسؤولياتك الاساسية فإن اشاعة تجربتك في الناس مسؤولية اخرى تكمل الاولى وتترجم عنها احترامك لقارئك وحبك له وما احسب مثقفا كاتبا إلا محبا لقارئه وبغير ذلك الحب تصاب الكتابة بالسكتة وتختنق بدخان الذات، وما اشاعة التجربة حديثا عن الذات باوداج منتفخة وكبرياء تدعي العقل النافذ منذ الطفولة اللاهية في بؤس عراق الامس كما تشدق احدهم يوما، وليست هي استعراضا لقراءات يصاغر بها اصحابها غيرهم ممن لم تتح لهم على ما قد يفوقونهم من جدية وصدق نوايا، كما يفعل الكثيرون، وليست هي بالتأكيد التباهي بما كتب الآخرون عن هذا العمل او ذاك من أعمال بعض الذين يمنون على مستمعيهم وهم يحدثونهم عن تجربتهم !! هي مشاركة يسخو بها المثقف ويثري بها روحه وارواح قارئيه حين يفتح لهم القلب والفكر على المنابع والروافد وخبرات ليالي التكوين وساعات الكسب الثقافي الزاخرة ... هي تواضع ممتليء بالفخر بعظمة مصادر التأثير وهي ثقة بالنفس أساسها الفرح باكتناز خير الدرر بعد كل غوص في بحر المعرفة الزاخر لتقديمها مصابيح في مواسم الفكر وايام الثقافة لعلها تحفز على مزيد من الاقتحام ... وهي بعد كل ذلك وقبله وخلاله حب للمعرفة يجد معناه في كسب المزيد من المحبين لها والمتعلقين بأشرعة سفنها الماخرة أبدا. وعلى درب الوفاء لهذه المسؤولية الرفيعة تقف كتب المذكرات الاصيلة والسير الذاتية المتميزة ولكتّاب وفنانين ومفكرين وجدوا في تقديم خبراتهم لنا بعض مسؤولياتهم تجاه عصرهم واهلهم ... تقف علامات مضيئة ودعوات لمزيد من الوفاء ... وعلى الدرب نفسه تقف المؤلفات والكتابات التي تقدم خبرة مؤلفيها كمعرفة نظرية او معاناة في التكوين او حتى خلاصات عن قرارءات ثرية، ومن كل ذلك نصل الى ان العمل الجيد, الثري، أيا" كان جنسه، هو صورة من صور ذلك الوفاء والحب للمعرفة المسؤولية ... وهي صور تدعونا لسرور شديد العمق والرقي وتلقي علينا بدورنا بمسؤولية الاعتزاز بها والتفاعل معها وسأحاول ان اصدر عن ذلك الاعتزاز وأن اشير لثلاثة امثلة من صور الحب الوفي للمعرفة ومسؤولية المثقف وهي امثلة فحسب لاتنفي غيرها ولا أدعي بذكرها تفوقا لها على ما سواها حتى لو كان لها، بل اعتز بما فيها من حرارة وحب يشدانك اليها برابطة من احترام تحسه نحوك كقاريء وهي تقدم لك ما سعدت به هي وما وجدته مفيدا لمن سبق اليها فأراد ان يسبق الى تعميم الفائدة ... وسنرى انها أمثلة تختلف في الصورة والمجال لكنها تتفق في ذلك الحب الوفي لنا وحرص اصحابها على اشراكنا فيما حققوه هم وبجهدهم من متعة راقية وكشف لذيذ ... فيصبح لهم بذلك الحرص شرف العطاء وهيبة سخائه، امامنا مثل، من كتب المختارات وما تتطلبه من دقة الاختيار وسعة حساباته وصولا للفوز بالأفضل والأغنى فاذا بلغته فقد حققت فضل دعوتنا للجيد النبيل الذي حفز اصحابها على تقديمها لنا وذلك ليس بالقليل ... فان جاءت ومعها دراسة لما فيها من مختار ايقنت ان صاحبها يمضي الى المزيد من النفع والمزيد من الوفاء لقارئه وللمعرفة التي له فهو يسبب لك ما اختار ليقدم لك تجربة في النظر والتطبيق ولعلك تفيد مما اثمرت، وهو ايضا يفتح لك صندوق مهنته دونما أسرار مهنة بل هو يتعمد افشاءها لعلك تجد فيها ما يقودك الى كشوفاتك انت فسعادتك انت ... وذلك ما فعله مثلا علي جواد الطاهر في مختاراته من القصص العراقي ودراسته النقدية لها، واذ تعود اليها بعد قراءة سابقة ستجدها مكتظة بهذا المعنى الى ما فيها من مميزاتها هي في معايير الاختيار والنقد فهي ليست مجرد مختارات ونقد لها بل هي دراسة لمجاميع قصصية وفن راسخ. ومثل آخر يقدمه خيري منصور في كتابه الصغير الكبير" تجارب في القراءة" (سلسلة "الموسوعة الصغيرة" – العدد 1987) حين يحدثنا عن تفاعله وما يقرأ دون ان يقدم نفسه بل يشعرنا بجلال القراءة وهيبة هذه الممارسة الانسانية ... ويمضي بنا شوطا أبعد حين يصارح قرّاءه بكشوفاته ورؤيته فيما قرأ ولمن يقرأ فيحفزنا واحيانا يلهب فينا ذلك الحافز الى اعادة القراءة مرة والى مزيد من التعمق مرة والى محاورة ما نقرأ في كل مرة ... وهو فعل لو تأملناه اكبر من ان تستطيعه اكوام من الاوراق التي خرجت مختنقة من دهاليز الأنا الثرثارة، ولعلك تلمس حرصه على التواصل معك في سياحته الفكرية، بل في بحثه وتنقيبه بين الكلمات والسطور وما أثمرته من صور ووحي من حقيقة انه في تجاربه هذه يقدم نفسه، الشاعر الذي عرفه الناس بل المثقف اساسا ولذا لا يفرض عليك قراءته في الشعر فنا أو دراسة بل يدعوك الى مائدته الثقافية غير متباه بها بل هو اقرب لأن يقول لك أعني على ما حولي من تدفق فقد فاض رافد الرواية بكذا وتدفق تيار النقد بكيت، وتجرى القصة بهذا ويفعل الشعر ذاك، وكل تميز تجده مرة في المبدع وتارة فيما يوحيه عمله الابداعي ... فكيف ترى أن نقرأ هذا وكيف ننظر الى ذاك؟ وعبر تجاربه ينمي فيك الرغبة في مغادرة الاستسلام لمن تقرأ وما تقرأ حتى تغادره مقررا أن تناقشهم ما يفعلون وان تحاور ابطالهم وان تتساءل باكثر من اتجاه عن اكثر من قضية او صورة او فكرة !! وبالتأكيد لن يستطيع حديث ان يحفزك لكل ذلك لولم يحتشد بالوفاء لقضية ولو لم يستطع اقناعك بمحبته لك وحرصه على التواصل معك واشراكك وإياه في مباهج الفكر والروح ... أفليس ذلك مثلا حيا لمسؤولية المثقف قارئا ومسؤوليته كاتبا؟!!! وثالث أمثلتنا يستمر في تعزيز اركانه، حميد المطبعي ومواجهاته مع اساتذة نجوم في ثقافتنا بكل فروعها باحثا عن جذور خبراتهم وكيف اصبحت هي واصبحوا هم جذورا في تاريخنا الثقافي الحديث، ففي تلك المواجهات صورتين مما نحن بصدده في الوفاء لمسؤولية المعرفة واشاعتها في الناس: الأولى ... في خبرات المتحدثين وصبرهم على العودة الى اوراقهم الاولى وايامهم الاولى ووقوفهم في منعطفات العمر الحياتي والعمر الثقافي. الثانية ... في الحرص على نقل الحديث الينا واخراجه بما يجعله شركة بين اصحابه وبيننا في الصياغة والصورة ... وفي المثابرة على ان يكون البحث شاملا عن جذور في التاريخ وجذور في اللغة وجذور في الجغرافية وغيرها في ميادين اخرى ... وفي تلك المثابرة يحقق حميد المطبعي اكثر من اشراكنا بسعادته وزهوه برحلاته في تلك العوالم الزاخرة ... فهو يحقق مأثرة أسجلها له لفك الحصار عن المفكرين والعلماء حين يبقون نجوما في سماوات اختصاصاتهم فحسب بينما يرفدون حياتنا بما يغنيها ويرسي لهم حق الاشعاع الى كل اركانها وهو بذلك يقاوم بنجاح خرافة ان تنتشر اسماء لا تفعل في حياتنا اكثر من تخريب الذوق الفني بـ ( غناء ) فارغ او تهريج يتخذ مسميات ( فنية ) شتى فيعرفها الجاهل والمتعلم بينما لايعرف كثير من المثقفين كثيرا من الأعلام الثقافية اوالفكرية في اختصاصات شتى !! ان هذه المواجهات التي بدأتها وما زالت جريدة الثورة تتحفنا بها اعادة لصلات واجبة مع جذورنا وفروع حاضرنا بعد ان فرطنا بها غفلة أو جهلا أو تقصيرا وهي, ويمكنها ان تكون كذلك بنجاح اكبر، نوافذ محفزة ومغرية للسير في دروب شتى من دروب الفكر والثقافة وهي بمثابرتها على تعريفنا او تجديد معرفتنا باسماء جليلة في حياتنا الثقافية والتربوية تصحيح او ترميم للتراجع النفسي لدى الكثير من عموم القرّاء الذين تمطرهم اجهزة الاعلام المختلفة باسماء اجنبية تلمع في مختلف الاختصاصات والبلدان او بأسماء ترتبط بتقاليع لا يربطها بالشؤون الروحية او الثقافية العامة شيء بدءا من الماركات التجارية وصولا الى "نجوم" الصرعات "الفنية" وخطوط الموضة معرضة إياهم الى فقر ثقافي يصور لهم ان تلك هي حدود الكون الثقافي ... اما تلك المواجهات الثرية فتقول لهم ان في سماء حياتنا نجوما أبهى وفي حياتنا تصب روافد أصفى ... وان كانت تلك المواجهات تغلب عليها صورة الفكر العام فليتنا نكملها بالعلوم الدقيقة وهو ما أعلن حلمي بأن أتولاه أنا ... كجزء من احساس مستمر بالمسؤولية للعلم ولعلمائنا وللمستفيدين المباشرين من كل انجاز علمي:عموم الناس، وطوبى لمن يفي المسؤولية في كل باب وفن.
*مقالة بتاريخ 18/10/1987
|