علي عبدالأمير عجام
بعد عصر المطربين الكبار في الغناء العربي، خفت شكل "غناء القصيدة" لما بتطلبه من مهارات خاصة، أكانت في الالحان أم في الاداء الصوتي واجادته نطقاً سليماً للعربية الفصيحة، وفهماً لأشكال الإدغام والافصاح في نطق مخارج الحروف. عراقياً وقبل أن يتولى الساهر مقاربة هذا الشكل الغنائي باقتدار لحني لافت، كانت هناك تجارب "رجالية" في أداء قالب "القصيدة المغناة" معظمها تدور في فلك "المقام العراقي" وفي مقدمتها تأتي مقاربات ناظم الغزالي والقليل الناجح ذهب إلى سياق "الغناء الوطني"، خذ نشيد "موطني" للراحل أحمد الخليل مثالاً.
نسائياً تشح أغنيات "القصيدة المغناة" التي تحقق نجاحاً فنياً وشعبياً، ولكن ثمة تجارب للمطربة الراحلة عفيفة اسكندر منها أغنية "أيا من وجهه قمر" من شعر عباس بن الأحنف شاعر الغزل الرقيق الذي خالف شعراء المديح والهجاء في عصره، وهم الأغلبية، فأوقف شعره على الغزل. أرى أن أداء المطربة اسكندر طابق شروط قالب القصيدة المغناة لجهة النطق السليم وخذلها اللحن بعض الشيء حين زاوج بين شكلين: الأغنية البغدادية الشعبية وغناء الشعر. للأسف أجهل اسم ملحن الأغنية، وهو لم يذكر حتى في تفاصيل الأسطوانة الأصلية للأغنية التي بحوزتي.. |