قصائد أولى علي عبد الأمير عجام*
مناهل: الأسم الغريب والمعنى الفريد
تلك حبيبتي ومصدري إلى نبع الرهافة والندى
اسمها من نهِلَ وهو المورد بل موضع الارتواء
إن شئت فهو المنزلُ في مفازة التيه
والأسفار البعيدة
فلطالما سقاني في عطش الرحيل الذي ما انتهى
نهِلَ يَنهَل ، نَهَلاً ومَنْهَلاً ، فهو ناهِلٌ
نَهِلَ الوَلَدُ: شَرِبَ الشُّرْبَ الأَوَّلَ
ونهِل الشَّخصُ: شرِب حتّى روِي
وانا الذي الذي شربت
حتى أرتويت أسى وذكرى وندى
وعطرَأً جورياً مشتولاً من منهل يديكِ
هي الفرسٌ الناهل التي شربت من دمع اغنيتي
وهي التي نهلت من معين الجمال وغنّت أغنيته
هي أَول السقيا
وهي إِذا شربت أيها التائه في أَوَّل الوِرْد
إِن اللياليَ للأنامِ مناهلٌ ... تُطوُى
وتُنْشَرُ دونَها الأعمارُ
وهي شَقَائِقُ نَسّاجٍ يَؤُمُّ المَنَاهِلا
دارت بي الأرض شرقها وغربها
ولكنها قبلتي الأولى ومنها انتهل من مورد الحرِّيَّة العذب
كما ينتهل الطُّلاّبُ علماً ومعرفة
يا حبيبة الولد الغض
لقد إنهال الزمان عليّ انهيالا
كما إنهال التراب أو نحوه
بالشتم والضرب والأذى
لقد سقاني الوقت نَهَلاً
وأَنْا العطشانَ سقيته حتى روِيَ
ساءني القول أَنْهَلَ فلانًا: أَغضَبَه
بل أغضبني
القول
أنَهَلُوا القَنا من عدوِّهم بمعنى: أَثخَنوهم
جراحًا
فأنت الوحيدةُ من ينطبق عليه
قول البنابيع
سَقَاهُ حَتَّى رَوِيَ
اليوم أقول يا مناهل
لقد هال الزمان علينا التُّرابَ هَيْلاً
ونأى النبع وشحب الورد
غير أن اغنتيك تنهال علّي خسارة
لتكون منهل السهد والأرق الندي
*كتبتها العام 1974 والقيتها في مهرجان شعري جامعي 1977 ومنه الصورة المرفقة |