الى الطاهر قاسم عبد الامير عجام
شعر: موفق محمد*
وتود لو حنت الفصول على الربيع فكن فصلا أعطيت نفساً لمـّت الا جزاء حتى صرن كلا "الجواهري"
"الجواهري
أقاسم واقاسماه تضيق المراثي ويكبر جرح البلاد يد الشمر تفرك رأس الزناد والشمس تصعد من جبينك ثم تشرق بالدماء والذئاب التي مزقتنا جميعاً فتحت صدرها للذئاب ويصرخ جرح البلاد: في رؤوس البشر تبني البنادق اعشاشها يد الشمر تضغط رأس الزناد ورأسك شمس تراهن ان البلاد التي فتها الرعب شل أوصالها ستنهض من حشد ملائكة فيك ينام الفرات على راحتيك طويلاً تقبله موجة موجة وتوقظه وتعلم ان العراق ظميء الى النور ظميء الى الغيمة المقبلة فقد عسعس الليل في ضفتيه وقيّد امواجه الهادرة فتهمس في اذنيه هلم نزور القرى فبرعم للمتعبين الربيع فتصدمك الطغمة الكاسرة وحوش؟ ويندي جبين الوحوش ويكفر بالزمر الفاجرة من يقوي ان يقف الان؟ فبقوة الف حصان يهدر سيل الرعب بجمجمة الانسان
**
أقاسم واقاسماه لاننا نضع قلوبنا تحت جبينك النازف فقد ضيعنا اجمل المراثي ولاننا لم نمتلك الجرأة على النظر من جبهتك المثقوبة الى وطن يذبح فيك ستظل قصائدنا مشلوشة وما من مجير لهذي وما من مجير لهذي البلاد التي اعشوشب الموت فيها وجن ساكنوها فساروا قطيعاً الى المقصلة على عجل سأرثيك يد الشمس تفحص رأس الزناد على عجل لان الموت فوقي ويطلق من مخالبه الرصاصا يلعلع ان سيقتل كل فذ نبيغ يمنح البلد الخلاصا على عجل ها أنذا اترك للقلب الذي اخترقته الرصاصة الان مهمة ان يرثيك ويقيلك بدم حار وأسال هل يوجد على سطح البسيطة ابن عبدالامير عجام غيرك؟ ولماذا حدوا انبوب بنادقهم واحتشدوا لقتلك ويكفي لقتلك عصفور يبكي عشاً ضيعته الرياح ان السماء لبخيلة بامثالك يا ابا ربيع فكم من ملاك قدّ ليكون قاسم سر خصوبة بابل وفتاها الذي يحمل كل اوجاعها بقلب كظيم انما تمطرنا بالهمج حتى صارت الغيوم مستودعات للذخيرة الحية ومدن العراق تفتح ابوابها على مصراعيها للقاذفات والرمانات اليديوية وترعى الناشئة من المسدسات والهاونات بأطنان من البارود ففي كل هنيهة دم كذب وقميص والذئاب تشرب حرة من حبل الوريد أي حليب هذا الذي يتدفق من انوفنا؟ وما إسم المسدس الذي ستلدينه بعد هذا المخاض العصيب يا بلادي راية قابلة ستسحبه من فوهته انه يتكور في ارحامنا بالقلوب فمن اي فخذ سيولد؟ وهزّي اليك بجذع المدفع يساقط عليك رصاصاً جنياً فكلي واشربي وقري عيناً سيكون مخاضاً دموياً من يقوى ان يقف الان فلو كالوا كل هموم العالم في هم عراقي شظاه الرعب لأرتجت هذه الكرة المحروقة وانقلب الميزان
**
أقاسم واقاسماه قال لي طفل كنت قد قبلت جبينه ذات حصار وقد ابيضت عيناه من الحزن: "عمي هذا قاسم إذا اتحطه على الجرح يطيب" فمن اي وجار جاءته الضباع؟ وكيف ستحيا بلا ربيع ولماذا يحشرون قلوبنا الغضة في فوهات بنادقهم؟ ويضبطون شعيراتها على ارحام امهاتنا ولا شجر في الحديقة غير دمائنا المتسلقة الى عنان السماء ملون قمرها ونجومها واطرد الهم الذي ينحر لحمي وصليبي وارفع الطفل الى الصدر الرحيب ليرى النور الذي يغمر قلبك ويرى الهم الذي اثقل صبرك
يا موت انا خوك دخلك ليمته ضام الي وشتجرع الروح وشعندك بعد ضيم الي وك والله ظامي الك امروتك تجي ظامي الي وافتحلك الروح واشرب يا حبيبي وعود مواعدني من جم سنة وتخلف علي وعود تميت مامش صبر أعمه وتكَوده العود وتجبج الروح متكَ اشبعد ضم إلي
**
اقاسم واقاسماه سأعطي خبز المراثي اليك فلونه من راحتيك لكي يذهل الطفل والمرضعة سلام على دمعة لامعة تسائل في مقلتيك: لهذا الذي ابتكر النور والسنبلة تقوم قيامة كل الرصاص وما من خلاص سيبقى العراق ينز دماً الى ان تبعث من دمائك ايها الطائر المحلق بنا فوق بوابات المستحيل لقد قتلوا فيك الجواهري وطه باقر وعلي جواد الطاهر وعبدالجبار عباس وسيقتلوننا جميعاً ويبقى الابداع عصياً عصي يصارع لج الطغاة وعدته النور والسنبلة عليماً يوجج جمر الحياة ويهزأ بالبطل المعضلة
**
اقاسم واقاسماه اي تنور هذا الذي نطعمه لحم قلوبنا؟ لنوزع للناس هنا خبز العباس صبره وهويلم الماء سماء تنفطر عطشاً في رأس الحسين يد الشمر تضغط رأس الزناد ورأس العراق على اي رمح سنرفع رأس العراق ونطلب من ذابحيه وطناً لاطفالهم واطفالنا أجهنم تجري بهذا ام ماذا؟ واسمع صوتك من خلف سور سيبقى العراق الملاذا سيبقى العراق الملاذا سيبقى العراق الملاذا
|