مناهل: الأسم الغريب والمعنى الفريد
تلك حبيبتي ومصدري إلى نبع الرهافة والندى
اسمها من نهِلَ وهو المورد بل موضع الارتواء
إن شئت فهو المنزلُ في مفازة التيه
نحن الآن في بغداد تحديدا في آواخر 1978، بل في ليلة العام الأخيرة، التي كانت ليلة فيلم "حمى ليل السبت"، حين حمل صاحب محل تسجيلات "الفن الحديث"، الذي عملت فيه من خريف ذلك العام حتى اغلاقه في صيف العام التالي، أسطوانة الفيلم ذائع الش ...
قليلون اليوم من شبان بغداد يعرفون أن المغني اليوناني الشهير ديميس روسيز الذي توفي عن 68 سنة في أوائل 2015، أحيا حفلتين في مدينتهم يوم كانت لم تفقد بعد ملامحها كمعلم حضاري ومدني مؤثر.
يحتفل موسيقيو العالم في أكثر من محفل وبلد، وفي كل عام بذكرى حدث بارز في القرن العشرين مثّله "معرض وودستوك للموسيقى والفن"، المعروف بـ “مهرجان وودستوك” الذي أقيم تحت عنوان "3 أيام من السلام والموسيقى" في مزرعة ألبان بالقرب م ...
- نحن بصدد قراءة نقدية وفحص لشعرية نص، ولكن هذا لا يمكن فصله عن اعتبارين، بل لا يمكن لنا أن نقرأ نصوص محمود درويش الجديدة "أحد عشي كوكبا- دار الجديد بيروت 1992 ط ١" دون أن تسقط قراءتنا في حيثيات واقعة تاريخية شكّلت منعطقاً حاسماً ف ...
في العام 1993 تلقيت دعوةً من قسم الموسيقى في أكاديمية الفنون الجميلة بجامعة بغداد لإلقاء محاضرة عن شغفي الشخصي حينها بالتيارات الموسيقية المجردة الأحدث في العالم متمثلةً بـ "موسيقى العصر الحديث".
ما انفك عازف البيانو والمؤلف الموسيقي العراقي المهاجر الى كندا منذ نحو 25 عاما، ترافليان ساكو، مشغولا بضخ روح بلاده الاولى ورموزها التاريخية والانسانية في مؤلفاته، بل حتى في مقطوعات البيانو التي يستعيد فيها انغاما شعبية من نينوى، فهو يرفع من سوية ا ...
حتى منتصف ستينيات القرن الماضي، كان هناك في العراق نمطٌ آخر من الغناء، هو غير العاطفي التقليدي القائم على بث أشواق العاشق/ العاشقة، وهو أيضا غير ذلك الغناء "الوطني" الذي تعتمده الأناشيد المدرسية ووسائل الإعلام الحكومية وحتى السياسية الحزبية ...
تبدو الساعات الأخيرة في حياة الشاعر العراقي رعد عبد القادر أشبه بـ "مقطع أخير غامض في قصيدة ظل يكتبها طوال حياته. بل يبدو انه كتب هذا المقطع في أقصى درجات شاعريته واشدها إلتماعا واقترابا من اللانهائي واللامرئي"*.
لم تكن عمّان* تشبه أي عاصمة نفي بالنسبة للمثقفين العراقيين، فهي كانت المحطة الوحيدة التي تسمح للعراقيين بالعبور، لنحو عشر سنوات من عزلةٍ فرضت على البلاد بعد غزو الكويت. الجغرافيا ونهج سياسي أردني معتدل، عاملان جعلا عمّان البوابةَ الوحيدة لخروج ملايين ...
ببساطة شديدة مات في الحلة قبل أيام الناقد عبد الجبار عباس(1).
بدا جَزعاً تلك الجمعة وإستوحشه البرد كثيراً ... فلطالما كان يتحسس من البرد (مَن ينسى معطفه الشتوي؟)، يخاف الوحدة فيستعجل الألفة ودفء المعشر وحديث المحبة وشجن آخر الليل حين ترتعش الخطى عائ ...
الباحث والناقد أحمد فياض المفرجي، وأخذه الموت في صمت عميق, صمت كان يطبق على عزلته التي اختارته منذ عامين تقريباً وعبرها أوصد عليه الأبواب، وهو الذي عُرف بنشاطه الدائب، بحثاً واتصالاً وتوثيقاً. وهكذا يغيب أسم آخر من أسماء الثقافة العراقية، في وقائع ا ...
ليس الفيلم القصير للمخرج قاسم عبد، "غايب، الحاضر الغائب" مجرد مقابلة مع مهندس الرواية العراقية المعاصرة، غائب طعمة فرمان، بل هو كناية متعددة الملامح لفكرة العراق ذاته، وتحديداً في عقود الانقلابات العسكرية وجمهورياتها العنيفة وصولاً الى اللح ...
ثمة حاجة أحيانا إلى نذير كي تتحسس الكارثة، وثمة من يدفعك أحيانا بقوة هائلة إلى الكارثة ذاتها. التشكيلي محمد الشمري من النوع الثاني الهادر في وضوحه حتى مع أقصى حدود الرهافة والعلامات المضمرة في عمله. أما الكارثة فهي اللحظة التي أعلن فيها "البيا ...
نحن الآن في العام 1937، بعد نحو عقد ونصف من تأسيس الدولة العراقيَّة المعاصرة، والتي مضت خطوات أولى جوهريَّة نحو إعلاء قيم جديدة من المعرفة والتربية وإرساء بنى تحتيَّة روحيَّة ومادِّيَّة جديدة.
بلا أي حذلقة، نعم هناك جذور ثقافية للعنف في العراق، اذا ما اعتمدنا التطبيق الحقيقي للثقافة بوصفها أنساقاً فكرية وحياتية في القانون والسياسة والسلوك الاجتماعي والعلاقة مع الدولة.
واشنطن- علي عبد الامير
ما انفك سؤال "نجاح اميركا اللافت في انهاء صدام ومن ثم اخفاقها في ترتيب البيت العراقي "يبدو السؤال الابرز في كل مرة تتم فيه استعادة حرب اسقاط النظام العراقي السابق التي انطلقت شرارتها الاولى في التاسع عشر من اذار ( م ...
جاء من منفاه الأسترالي إلى عمّان كي يكون قريباً من "الأمل" الذي تنتظره بلاده في الخروج من محنتها، وبدا سقوط التمثال بالنسبة إلى الكاتب العراقي حسن ناصر حسين حدثاً يستوجب وقفة خاصة يكتبها رداً على سؤال "الحياة" فيقول:
وكان الفنان جورج عاد من مقر اقامته في الولايات المتحدة الى بيته قبيل فترة من اندلاع الحرب على بلاده، وشهد فصولا من أهوال تلك الحرب ورعبها، وما أنتجته من أسئلة مخيفة عن راهن البلاد ومستقبلها إنسانيا وثقافيا.
علي عبد الأمير
بدا مشهد الحرب والرعب والقلق والآمال، وقد اطبق على ذلك الحوار العجيب الذي ضمني الى الملحن والمغني والمؤلف الموسيقي رائد جورج، في بيته بمنطقة الدورة ببغداد، ذات مساء حار وتحديدا في 6/8/2003 ، وكان شاهدا على جزء منه، الزميل والصديق ال ...